بعد جدلٍ استمر لعدة أيام، طردت فرنسا إمامًا تونسيًا يُدعى محجوب محجوبي، يقيم في البلاد منذ حوالي 30 عامًا.

واتّهم وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الإمام بـ "التطرف والترويج للكراهية" في خطبه، واعتبر طرده "دليلًا على قوة قانون الهجرة"، وقال على منصة إكس "تم للتو طرد الإمام المتطرف محجوب محجوبي من أراضينا بعد أقل من 12 ساعة على اعتقاله، لن ندع شيئا يفعله أي شخص يمر مرور الكرام، وهذا دليل على أن قانون الهجرة، الذي بدونه لم يكن من الممكن تنفيذ مثل هذا الطرد السريع، يجعل فرنسا أقوى".

تفاصيل القضية:

صرّح الإمام في خطبة له أن "الأعلام ثلاثية الألوان لا قيمة لها عند الله"، ونفى أي إساءة للّعلم الفرنسي، مشيراً أنه كان يتحدث عن "المنافسات بين المشجعين خلال كأس العالم الأفريقية".

وقال "أنا أتحدث عن الملاعب وكل هذه الأعلام التي نرفعها في الملاعب والتي تفرق المسلمين".

وأضاف "لقد كانت زلة لسان، أنا لست فولتير أو فيكتور هوغو، بدلا من أن أقول كل هذه الأعلام المتعددة الألوان أو المختلفة، قلت كل هذه الأعلام ثلاثية الألوان، ولكن لم أكن أتحدث عن فرنسا بأي حال من الأحوال"، في لقاء له على قناة بي إف إم الفرنسية.

ويعيش محجوبي في فرنسا منذ منتصف الثمانينيات، وهو متزوج وأب لأربعة أولاد، وتعرض منذ عدة أيام لانتقادات وزير الداخلية الذي طلب الأحد سحب تصريح إقامته.

تم توقيفه ونقله إلى مركز احتجاز بهدف طرده من فرنسا، واعتبر البعض "زلة لسان"، بينما اعتبره آخرون "دعوة للكراهية".، ويعتزم محاميه الطعن في أمر الطرد.

وقال محامي الإمام سمير حمرون لقناة "بي إف إم تي في": كان يتحدث عن الأعلام بصيغة الجمع، وينتقد القومية"، ومعتبرا أن "لا أحد سيصدق" موكله لأن "لديه لحية ولديه لكنة".

وأضاف: "أمامنا 48 ساعة للطعن في أمر الطرد، وسنتعامل مع ذلك على الفور".

الخلفية:

تأتي هذه القضية في سياق خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنهاء عمل الأئمة "الأجانب" في فرنسا، وسعيها إلى زيادة عدد الأئمة المتدربين داخل البلاد.

وسبق لفرنسا أن طردت إمامين آخرين في العامين الماضيين، أحدهما مغربي والآخر جزائري.